كلنـــا يعلم أن الديمــوقراطيه هي أحدي صور الحكم التي تكون فيها السيــاده للشعب أي أنه نظـام سياسي يوفر فرصة المشاركـــه لكل أعضاء المجتمع الذين لهم حق التصويت في اتخــاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم الفرديه والجماعيه علي الســواء.ومن هنا تستمد الحكومه شرعيتها من ارادة غالبية أعضاء المجتمع.
ومن الشــروط التي ينبغي توافرها في الديموقــراطيه الحقيقيه,الأنتخابات الحـــره وسرية التصويت والمنافسة الحره بين المرشحين ,كمــا تقوم أيضــا علي توازن المصالح بين الجماعات المتعارضــه وتكفل الديموقراطيـــه المساوه أمـــام القانـــون وحــرية الكلمه والتعبير والنشر والأجتماع .
وقد أستوقفني المثال الذي ضربه دكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله عن تجربته مع النموذج الديمقراطي الذي يطبق في الولايات وبالتالي في كل الدول الديموقراطيه فهو يوضح بعض العوائق التي تعوق تطبيق الديموقراطية السليمه والتي تجعل نموذج الديمقراطيه المطبق يختلف بشكل جوهري عن المعني الحقيقي و الهدف المــرجو...ومن هــذه المعوقات الآتي:
مواطن طيب ســاذج:حيث أن المواطن الأمريكي ينتخب أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ ورئيس الجمهوريه .ولكن هذا المواطن الطيب الساذج لايعرف شيئا عن علاقة الأقتصاد بالسياسه وعن آليات الأستغلال الأقتصادي ,والحزبان الرئيسيان -الديمقراطي والجمهوري-لايقدموا له أي برامج توعيه سياسيه أو أقتصاديه بل يكتفيان بتقديم برامج متناثرة لايربط أجــزائها رابط حتي ترضي معظم الأذواق ,ثم يقوم الأعلام بعملية الترفيه وتفريغه من الداخ وحصره في عالم الحواس والسلع والماده.
مـواطن يجهل التاريخ والجغرافيا:يقول دكتور المسيري عندما كانت تجري له عملية زرع النخاع في الولايات المتحده حدثت المواجهه النوويه الخطيرة بين الهند وباكستان وعندما ســأل كبيرة الممرضات -وهي في منزلة الطبيبه فهي تتلقي تعليما جامعيا طويلا-عن رائيها في هذه المواجهه: فوجيء انها لاتعرف شيئا عنها وبررت ذلك بأن الهند وباكستان بعيدتان عن الولايات المتحده!!
ديموقراطيــة الأثرياء:حيث أن المرشح الثري هو الذي يمكنه أن يقوم بحمله أنتخابيه مستمره وفعاله ,أما المرشح الذي لايستطيع أن يدبر مثل هذه الأعتمادات فمصيره التهميش الأعلامي .لذلك فأن أصحاب المصالح وكبار الرأسماليين وجماعات الضغط يمكنهم أن يــؤثروا في نتائج الأنتخابات لابسبب برامجهم الأنتخابيه ولكن بسبب ثرواتهم.
ديموقراطيــة عـد الأصابع:ويسميها دكتور المسيري الديموقراطيه المنفصله عن القيمه- فمن أهم القضايا التي تواجهها الديموقراطيه في التطبيق أن 51%من الأصوات هو الذي يقرر القانون والقيم والمفاهيم.أي أن عدد الأصابع المرفوعه هو المرجعيــه النهائيه.فهي ديموقراطيه بلا مرجعيه فلسفيه أو أخلاقيه أو معرفيــه .فقد وصل هتلر الي الحكم من خلال القنوات الشرعيه الديمقراطيه بعد أن حاز علي رضا وأعجاب الشعب الألماني الذي وافق علي تصفية الأقليات العرقيه والدينيه غير المرغوب فيها -غجرويهودومعوقين- باعتبارها عناصر تستهلك ولا تنتج ويوجد في التاريخ كثير من أمثلة ديمقراطية عد الأصابع المنفصله عن القيمه
هذا الكلام ليس المقصود منه تسليط الضوء علي نموذج للديمقراطيه بعينه أو دراسه لكيفية ممارسة المواطن الأمريكي للديمقراطيه وأنما هي لحظة تأمل لما هو كان واقع وماهو قائم وماسوف يكـــون فنحن نحتاج الي ديمقراطيه حقيقيه من غير ضحك علي الدقون .
0 التعليقات:
إرسال تعليق